هو الشيخ الفاضل القرشى بن محمد بن منصور بن العنانى ، ينتهى نسبه كما رأيته فى بعض المخطوطات التى أطلعنى عليها رحمه الله فى بيته والتى تعرف بجرد النسب ، كما أننى قرأت نسبه فى كتاب الشيخ المؤرخ محمد بن محمد المراغى( ) " تعطير النواحى والأرجاء بذكر من اشتهر من علماء وأعيان مدينة الصعيد جرجا " .
والشيخ القرشى من ذرية الشيخ الكبير والإمام الشهير شيخ الإسلام عبد الله بن حجازى بن عنانى مفتى ولاية الصعيد جرجا الشريف الحسنى الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب ، وقد قرأت العديد من الفرامانات العثمانية الصادرة من حسن باشا والى جرجا ومن غيره من حكام ولاية جرجا الذين يعهدون للشيخ عبد الله بن حجازى عنانى بالإفتاء فى تلك الولاية فضلاً عن أداء خطبة الجمعة فى مسجد الفقراء المعروف بـ " مسجد الزبدة " الكائن أمام بيته ، وقد تخرج من أسرة العنانية الكثير من العلماء الفضلاء .
ولد الشيخ القرشى فى مدينة جرجا سنة 1351هـ/الموافق السابع عشر من شهر مايو سنة 1937م ، وبدأ حياته بحفظ القرآن الكريم فى جمعية تحفيظ القرآن الكريم المشهورة بجرجا الموجودة بجوار جامع المنزلاوى ، على يد الشيخ على أحمد محمد الإمبابى ، والشيخ أبو الفتوح الشماع ، وكان ناظر هذه الجمعية آنذاك الشيخ أحمد بك الماجدى .
التحق الشيخ القرشى رحمه الله بمعهد جرجا الدينى (الابتدائى والاعدادى) سنة 1366هـ/1927م ودرس فيه على يد عدد كبير من العلماء البارعين مثل الشيخ هارون نصر ، والشيخ عبد الموجود الناضر ، والشيخ أحمد المنزلاوى ، والشيخ حسين الخولى الأخميمى ، والشيخ محمود عبيد من عائلة الناقة ، والشيخ محمد أحمد حجازى مراقب معهد جرجا الدينى آنذاك . كما تعلم فى المرحلة الثانوية على يد الشيخ محمد أبو إسماعيل المنوفى ، والشيخ محمود عبد الله البهتى ، والشيخ على جاب الله الطنطاوى ، والشيخ عبد الله حميد ، والشيخ أبو الفتوح عاويش الأخميمى ، وكان الأخير يدرس المواد الثقافية ، وكان الشيخ درويش الأنصارى يدرس مادة التربية الفنية ، وكان رجلاً موهوباً فى الرسم بالريشة والقلم والتصوير .
كان مشايخ معهد جرجا الدينى الذين يلقون به العلم فى ذلك الوقت من كبار العلماء مثل الشيخ عبد المجيد المغربى ، والشيخ ثابت أبو المعالى الأسيوطى ، والشيخ عبد المجيد العسكرى ، والشيخ عبد اللطيف امبابى ، وحصل الشيخ القرشى على الثانوية الأزهرية من معهد جرجا الدينى سنة 1366هـ/1947م ، ثم التحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف فى القاهرة ، وهناك تلقى العلم على يد كبار أعلام الأزهر ، فقد تلقى علوم اللغة العربية كالنحو والصرف على يد الشيخ عبد اللطيف سرحان والشيخ أحمد كحيل ، وتلقى الأدب العربى على يد الشيخ عبد الحميد المسلوت ، والشيخ كامل حمد الله ، والشيخ سليمان الأغانى ، كما تلقى علوم البلاغة على يد الشيخ عبد السلام السرحان ، وتلقى علوم فقه اللغة على يد العلامة الكبير الشيخ إبراهيم محمد نجا الإبيارى .
كان عمداء كلية اللغة العربية فى الفترة التى تلقى فيها الشيخ القرشى هم الشيخ العلامة الكبير محمد محيى الدين عبد الحميد ، وهو عالم كبير ، ومحقق شهير ، شرح الكثير من الكتب ومن أشهرها ألفية بن مالك ، وكان العميد الثانى هو الشيخ محمد كامل حسن .
وأخيراً حصل الشيخ القرشى على درجة العالية سنة 1390هـ/1961م ، ثم حصل على تخصص التدريس العالى سنة 1381م/1962م ، ثم اشتغل مفتشاً بإدارة تموين جرجا حتى سنة 1393هـ/1964م ، واشتغل بعد ذلك بالتدريس فى معهد جرجا الدينى لمادة النحو والصرف ، ثم رقى إلى وكيل معهد جرجا ، ثم شيخ معهد المنشاة ، ثم موجها للغة العربية بمنطقة سوهاج الأزهرية ، ثم موجه أول ثم موجه عام إلى أن أحيل إلى سن التقاعد .
كان رحمه الله نائب عموم السجادة العنانية وخليفة الخلفاء ، وكان شيخ السجادة العنانية آنذاك المهندس بهاء العنانى ، وكان الشيخ القرشى رجلاً معنياً بمظهره وخاصة أنه ظل طوال حياته ملتزماً بزى الأزهر الشريف ، وكان بيته مهبطا للزوار والوفود ، وكان يحب أن يزوره الناس فى بيته ، على الرغم أنه كان يحب العزلة كثيراً ، كما أنه كان لا يحب التباهى والتفاخر ، حتى أنه رفض أن يسجل فى نقابة الإشراف ككثير ممن يسارعون بالتسجيل فى النقابة وكأن النقابة هى التى أعطته الشرف ، بيد أن الشيخ القرشى رفض أن يسجل لهذا السبب ، ولأن هناك بعض الأسر فى جرجا ادعت صلة النسب مع أسرته .
وتوفى إلى رحمة الله فى يوم سنة ، ومشى فى جنازته خلق كثير ، وفى ليلة العزاء قمت بإلقاء خطبة وعظ فى الحاضرين وقصيدة رثاء أعجب بها الحاضرون .
المصدر :
https://www.facebook.com/ahmedhusnamaky