الخميس، 9 يوليو 2015

الجامع الصينى بجرجا


يقول السيد خطاب من خبراء الآثار: سمى هذا الجامع بالجامع الصينى نسبة إلى الجدران الداخلية التى كانت مغطاة بالقيشانى، ومن هنا سمى بالصينى، وقد وجدت عادة تغطية جدران المساجد فى العصر المملوكى وانتشرت أكثر فى العصر العثمانى.
ويضيف: "دارت حول هذا الجامع الكثير من الشائعات، منها أن ملك الصين جاء إلى الشيخ الأسيوطى ليسأله عن فتوى شرعية، فأجابه عليها، فأراد أن يبنى له قصرا على سبيل المكافأة، ولكن الشيخ رفض فبنى هذا المسجد".
وأوضح أنه هذه قصة قد اختلقها أحباب وتلاميذ الشيخ وهى غير حقيقية، حيث إن من عادة الملوك إذا أرادوا العلماء أن يرسلوا إليهم معززين مكرمين، كما أن الشيخ السيوطى لا يحتاج لمثل هذه القصص، فإن شأنه عال بعلمه، أما حقيقة الجامع فقد بناه الأمير الكبير محمد بك الفقارى، مملوك على بك الفقارى حاكم الصعيد بجرجا، حيث كانت جرجا فى ذلك الوقت ولاية الصعيد ومقر الحكم من بعد أسيوط وحتى بلاد النوبة.
ومجدد الجامع هو الشيخ عبدالمنعم بن عبدالرحمن المكنى بأبى بكرى ذلك بعد أن طغى عليه البحر وخفى الكثير من معالم جرجا القديمة التى لم يبق منها شىء يذكر، وقد عمل الشيخ على الحفاظ على بعض القشانى فى المسجد، وذاك تراه فى الجدار القبلى للمسجد وبعض منه فى الجدار الشرقى والغربى، وقد أنشئ فى مكان المحكمة الشرعية، وكان ذلك عام 1202 هجرية.
ويذكر حسن محمود، مفتش آثار، أن الجامع يوجد فى منطقة القيسارية فى الناحية الشرقية يرتفع عن الشارع، وذلك تحسبا لارتفاع ماء النيل فى ذلك الوقت له واجهة من الحجر وباب قديم من الخشب نعتقد أنه نفس الباب القديم، له سقف خشبى به بعض الفتحات لإدخال الضوء والتهوية به منبر خشبى قديم وبه محراب القبلة الذى مازال يحتفظ بشكله وقشانيه يغطيه كله وعلى اليسار محراب آخر صغير، وبه أيضا مقصورة خشبية ترفع على أعمده خشبية مخصصة للنساء فى مؤخرة المسجد فنجد أن الجامع يحتفظ بطرازه المعمارى القديم.
أما مكان الوضوء ودورات المياه فهى حديثة مثل باقى المساجد الأثرية فى جرجا، المسجد له بابان، الباب الرئيسى وهو من جهة شارع البحر، والباب الثانى من داخل القيسارية، وهو يؤدى إلى دورات المياه.
ويضيف محمد أحمد متخصص فى الآثار الإسلامية أن المسجد تم تغطيته بالصينى "القيشانى" الذى جاء بة من تركيا إبان الخلافة العثمانية، ولا علاقة له بالصين كما يدعى بعض الناس.
ويتابع: "المسجد لا علاقة له بدولة الصين كما يظن الكثير من العامة،كما أن المسجد يعد تحفة معمارية ونموذج للزخارف الإسلامية”.
ويذكر محمد على، مفتش بالأوقاف، أن المصلين يعتزون بهذا المسجد ويقبلون عليه من كل مكان، لما له من طابع إسلامى متناسق مع المكان، ويذكرهم بعبق وقدم التاريخ"، ويقول الشيخ عباس محمد إمام مسجد: إن رواد المسجد يأتون إليه من كل مكان لرؤيته وللجلوس وعمل حلقات التلاوة والقرآن"


المصدر جريدة مصر العربية
http://www.masralarabia.com/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/363635-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%89-%D8%A8%D8%AC%D8%B1%D8%AC%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%8A%D8%AA%D8%AC%D8%B3%D8%AF-%D9%81%D9%89-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF

.