الشيخ محمد الكبير أبو موافي، اسمٌ تتناثر منه شظايا المجد عبر الزمان، وتبقى آثاره راسخة في كلِّ ركنٍ من أركان الأرض. تاريخهم ليس مجرد صفحات قد مرت في طيّات الزمن، بل هو إشراقٌ لا ينطفئ، ونورٌ لا يغيب. مجدهم فاقَ كلَّ الأزمان، وتفردوا في ربط الماضي بالحاضر، ليظل اسمهم مرادفًا للعزة والكرامة.
من قرية بيت داود في قلب مركز جرجا، التي شهدت نشأتهم، إلى الجبال الشامخة والسهول الواسعة، كان الشيخ محمد الكبير أبو موافي رمزًا للثبات، لأصالةٍ لا تزعزعها الرياح، ولعزيمةٍ لا تخور أمام التحديات. في كلِّ خطوةٍ خطوها، كان يرافقهم شرفُ النسب وجلالُ المواقف، ليصبحوا مثلًا يُحتذى به في الوفاء، والصدق، والشجاعة. لم يكن مجدهم يومًا مجرد حلم، بل حقيقة تلمسها الأرض، وتستشعرها السماء.
لقد حملوا راية الشرف في كلِّ معركة، لم يثنهم عن السعي وراء الحق شيء، ولم تَتَراجع عزيمتهم أمام طعنات الزمن. صمدوا في وجه الصعاب، وظلوا في مقدمة الركب، دائمًا في القمة، حيث المجد يزدهر والشرف يتجدد. هم النجم الذي يضيء سماء الوطن، والعز الذي يسكن كل قلبٍ حر، يعشق التاريخ ويشرف بذكر هؤلاء الرجال.
إن تاريخهم باقٍ في ذاكرة الزمان، تسري مآثرهم في الأجيال، ويتردد صداها عبر كل الأفق، مثلما تظل النجوم تتلألأ في سماء الليل. هذا هو الشيخ محمد الكبير أبو موافي من بيت داود، وكل كلمة عنهم هي شهادة على مجدٍ لم ولن يتبدل. سيظل هذا الاسم عنوانًا للرفعة والعزة، يكتب سطور المجد في صفحات المستقبل كما كتبها في صفحات الماضي.
قصائد في آل الشيخ محمد الكبير أبو موافي – بيت داود جرجا
نَحْنُ الجِبَالُ إذا العواصِفُ أَقبَلَتْ
نَبْقَى ثُبُوتًا والورى يَتَزَلْزَلُ
نَحْنُ السُّيُوفُ إذا ادَّعَتْنا سَاحَةٌ
نَفْنَى وَلَا نَرْضَى الهَوانَ وَنَذْبُلُ
نَحْنُ الكِرَامُ بَنُو الكِرَامِ تَجَذَّرَتْ
فِينَا العُلا وَالمَجْدُ لَا يَتَحَوَّلُ
آلُ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ فَخْرُ الدُّنَا
ذِكْرُ المَكَارِمِ عَنْهُمُ لَا يُسْهَلُ
أَبُو مُوَافِي سَيْفُ عِزٍّ قَاطِعٌ
مَنْ جَاءَهُ بَغْيًا فَسَيْفُهُ يَفْصِلُ
جَرْجَا تَبَاهَتْ فِي الرِّجَالِ وَحَقَّ لَـ
ـهَا أَنْ تُسَامِي المَجْدَ وَهْوَ مُكَمَّلُ
نَحْنُ الوُقُودُ لِكُلِّ نَارٍ أُوقِدَتْ
نَحْنُ المَدَى وَالحَقُّ فِينَا يُعْدَلُ
فَاسْأَلْ عَنَاوِينَا تُحَدِّثُكَ العُلا
مَنْ كَانَ مِثْلَنَا فَلْيَقُمْ وَيُحْفَلُ!
يا آلَ شيخٍ في المعالي ترتقوا
أنتمْ نجومُ المجدِ بل أنتمْ ضُحى
وإذا دُعيتُم للمعالي أقبلتْ
أفعالُكمْ كالسيفِ تقطعُ من طغى
محمدُ الشيخُ الكبيرُ لكمْ فخرٌ
منهُ استمدَّ المجدُ أوسمةَ السنا
في بيت داود مقامُكُمُ علا
صرحٌ منَ الأمجادِ يسمو في الدُّنا
أفعالُكمْ بينَ الأنامِ مشهودةٌ
كالنهرِ يجري صافياً يروي الظما
دامتْ ديارُكمُ بأمنٍ دائمٍ
وبقيتُمُ في عزِّكمْ طولَ المدى
أفعالُكمْ كالسيفِ تقطعُ من طغى
منهُ استمدَّ المجدُ أوسمةَ السنا
صرحٌ منَ الأمجادِ يسمو في الدُّنا
كالنهرِ يجري صافياً يروي الظما
وبقيتُمُ في عزِّكمْ طولَ المدى
*******
للهِ درُّ المجدِ كيفَ ترفَّعا؟
وكأنَّهُ فوقَ النجومِ تَرَبَّعَا
في كلِّ ساحٍ للعُلا ميعادُهمْ
وعلى الجِبَالِ مَقامُهُمْ قد أُوضِعَا
قومٌ متى ناداهمُ المجدُ انْتَضَوْا
بيضَ السُّيوفِ، وعزَّهُمْ قد أُشْهِرَا
لا يَنكَسُونَ الرَّأسَ في كَرْبِ الوَغَى
بل يَضرِبونَ الموتَ حتَّى يُدْحِرَا
شيخٌ عظيمٌ، فِي المعالي باسقٌ
أرسى الفَخَارَ فَصَارَ فيكُمْ مِنبَرَا
يا نسلَهُ، أنتمْ رِجَالُ مَهابةٍ
قد جَاءَكُمْ فَضْلُ السَّمَاءِ مُبَشِّرَا
جرجَا تَرَاهَا في اللُّغَاتِ فَصَاحةً
إذ تَذكُرُ الآبَاءَ فِيكُمْ مِفْخَرَا
كم فَاتِحٍ مِنْكُمْ تَصَدَّرَ رايةً
وَجَعَلْتُمُوهَا في السُّطورِ مُزَخْرَفَا
يا آلَ مُوَافِي، وَالمَكَارِمُ أَنْجُمٌ
تَهْوِي لِخَطْوِكُمُ المُنِيفِ وَتَنْحَنِي
إنْ كانَ في الأَرْضِ الفَخَارُ مُقَسَّمًا
فَلَكُمْ مِنَ الأَمجَادِ أَوْفَى المَأْمَنِ
****************************
يا آلَ موافي، فخرَ الدهرِ والمجدِ
في بيتِ داوودَ، عزٌّ شامخُ السَّندِ
من "القُرنةِ" جئتمْ، أصلُكمْ شرفٌ
تاريخُكمْ في العُلا يسمو بلا عددِ
محمدُ الأكبرُ، شيخٌ ذو مآثرِهِ
قادَ الجيوشَ بحزمٍ، فارسَ البلدِ
أبو موافي، كريمُ النفسِ، سيرتُهُ
تبقى مثالاً لكلِّ الناسِ للأبدِ
ذريةٌ طيبةٌ، في مصرَ منتشرةٌ
في كلِّ صوبٍ لهمْ صيتٌ مدى الأبدِ
يا آلَ موافي، أنتمْ رمزُ عزَّتِنا
تبقى مآثركمْ نورًا لكلِّ غدِ