الاثنين، 20 أبريل 2015

احداث حصلت فى جرجا

وَفِيه وجد فِي تَرِكَة الكلستاني من الذَّهَب الْمَخْتُوم مَا زنته مائَة رَطْل وَعشرَة أَرْطَال مصرية سوى الأثاث وَالثيَاب والكتب والخيول وَغير ذَلِك. وَفِي خَامِس عشره: اسْتَقر الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مقبل فِي ولَايَة مصر عوضا عَن الْأَمِير علم الدّين سُلَيْمَان الشهرزوري وأضيف إِلَيْهِ ولايتي الصِّنَاعَة والأهراء والقرافتين. وَورد الْبَرِيد بِوُقُوع الْفِتْنَة بَين مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري وَبَين أَصْحَاب عَليّ بن غَرِيب الهواري النازلين بالأشمونين. وَذَلِكَ أَن ابْن عمر أَرَادَ إخراجهم من الْبِلَاد فتحالف أَصْحَاب ابْن غَرِيب الهواري الَّذين بالبحيرة وَغَيرهَا مَعَ فَزَارَة وعرك وَبني مُحَمَّد. وَوَافَقَهُمْ عُثْمَان بن الأحدب وكبسوا بأجمعهم كاشف الْوَجْه القبلي وَقتلُوا عدَّة مماليكه. وَنَجَا بِنَفسِهِ فرسم بتجريد سِتَّة من الْأُمَرَاء المقدمين وهم الْأَمِير تغري بردي أَمِير سلَاح والأمير أرغون شاه أَمِير مجْلِس وتمربُغا المنجكي أَمِير حَاجِب والأمير أرسطاي رَأس نوبَة والأمير بَكتمُر الركني وسودن المارديني ورسم بتجريد عدَّة من أُمَرَاء الطبلخاناه والعشرات. ورسم لكل من المقدمين بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَبِكُل من الطبلخاناه - وهم عشرَة - بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَلكُل من العشرات بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم. فشرعوا فِي التَّجْهِيز إِلَى السّفر فَحَضَرَ إِلَى القلعة فَخر الدّين عُثْمَان بن الأحدب طَائِعا وشكا من ابْن عمر وَأَن العربان توجهوا بعد كسرة الكاشف إِلَى نَاحيَة جرجا وقاتلوا مُحَمَّد بن عمر فكسرهم وردوا مهزومين فَبَطل سفر الْأُمَرَاء. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِمَوْت الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش المحمدي الْقزْوِينِي نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله السبت. فِي عاشره: توجه على الْبَرِيد شهَاب الدّين أَحْمد بن خَاص ترك إِلَى دمشق وَاسْتقر جمال الدّين الهذباني فِي نِيَابَة قلعة دمشق عوضا عَن يَلو. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشره: أركب الْوَزير ابْن الطوخي حمارا وَسَار بِهِ الرُّسُل إِلَى القلعة فتمثل بَين يَدي السُّلْطَان وطالبه مشافهة بِالْمَالِ فَأنْكر أَن يكون لَهُ مَال وَحلف بِاللَّه على ذَلِك فَلم يقبل قَوْله. وَسلمهُ إِلَى الْوَزير تَاج الدّين بن أبي الْفرج فأنزله إِلَى دَاره وعصره فتجلد وَلم يعْتَرف بِشَيْء فَأخذ عبدا من عبيده وخوفه وهم بضربه فَدلَّ
اسم الکتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 5  صفحة : 435

احداث حصلت فى جرجا

وَفِي آخِره: نقل سوق الرَّقِيق من مَكَانَهُ إِلَى مَكَان بِطرف البندقانيين. فِيهِ وفى النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَزَاد إِصْبَعَيْنِ فَركب السُّلْطَان النّيل إِلَى المقياس حَتَّى خلق بَين يَدَيْهِ ثمَّ فتح الخليج على الْعَادة مَكَان يَوْمًا مشهوداً وغرق فِيهِ جمَاعَة انقلبت بهم الْمركب فهلكوا. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشره: ولد للسُّلْطَان ولد ذكر من خوند ابْنة الْأَمِير تنم الحسني نَائِب الشَّام سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وكناه بِأبي الْمَعَالِي وَنُودِيَ بزينة الْقَاهِرَة ومصر فزينتا. وَفِي عشرينه: ورد الْخَبَر بِأَن الْأُمَرَاء أوقعوا بهوارة على نَاحيَة جرجا فَقتلُوا مِنْهُم وأسروا نَحْو الْخمسين وَمر باقيهم على طَرِيق الواحات وَتركُوا حريمهم وَأَمْوَالهمْ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرينه: كَانَت عقيقة الْأَمِير الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان وخلع على الْأُمَرَاء وأركبوا الْخَيل بالقماش الذَّهَب فَتَجَاوز المصروف عَلَيْهَا خَمْسَة عشر ألف دِينَار. وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم سيف بردبك الخليلي نَائِب صفد بعد مَوته. شهر شعْبَان أَوله الْجُمُعَة: فِيهِ وجد السُّلْطَان ورقة بمجلسه. فِيهَا: يَا أَيهَا الْملك الْمُؤَيد دَعْوَة من مخلص فِي حبيه لَك ينصح انْظُر لحَال الشَّافِعِيَّة نظرة فالقاضيان كِلَاهُمَا لَا يصلح غطوا محاسنه بقبح صنيعهم وَمَتى دعاهم للهدى لَا يفلح وأخو هراة بسيرة اللنك اقْتدى فَلهُ سِهَام فِي الجوانح تجرح لَا درسه يقْرَأ وَلَا أَحْكَامه تَدْرِي وَلَا حِين الخطابة يفصح واكشف هموم الْمُسلمين بثالث فَعَسَى فَسَاد مِنْهُم يستصلح
اسم الکتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 6  صفحة : 471

احداث حدثت فى جرجا

وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشره: جمعت الصيارف بالاصطبل للنَّظَر فِي الدَّرَاهِم المؤيدية فَإِنَّهُ كثر هرش الْجيد مِنْهَا. وَمعنى الهرش أَن يبرد من الدِّرْهَم حَتَّى يجِف وَزنه وَيصير نَحْو ربع دِرْهَم. فاستقرت الْمُعَامَلَة بهَا وزنا لَا عددا. ورسم أَن يكون كل دِرْهَم وزنا بِعشْرين درهما فُلُوسًا. وَأَن يكون الدِّينَار الإفرنتي بمائتين وَعشْرين فُلُوسًا وبأحد عشر درهما فضَّة وازنة عَنْهَا من المؤيدية اثْنَان وَعِشْرُونَ عددا زنة كل مؤيدي نصف دِرْهَم فَنزل بِالنَّاسِ من ذَلِك شدَّة لخسارتهم. وَذَلِكَ أَن المؤيدي الَّذِي كَانَ بسبعة دَرَاهِم فُلُوسًا صَار بِخَمْسَة دَرَاهِم وفيهَا مَا لَا يبلغ الْخَمْسَة. وَكثر مَعَ ذَلِك الِاخْتِلَاف فِي أسعار المبيعات وقيم الْأَعْمَال أجر المستأجرات فَذهب مُعظم مَال النَّاس. وَفِي هدا الشَّهْر: عز وجود لحم الضان فِي الْأَسْوَاق لقلَّة الأغنام. وَفِيه كثر فَسَاد لهانة وهوارة بِبِلَاد الصَّعِيد وقطعهم الطرقات على الْمُسَافِرين وشنهم الغارات على الْبِلَاد وإحراقهم عدَّة نواحي بِمَا فِيهَا. هَذَا مَعَ مَا بِبِلَاد الصَّعِيد من قلَّة وجود الْقَمْح عِنْدهم بِحَيْثُ صَار يحمل إِلَيْهِم من الْقَاهِرَة وَذَلِكَ لخراب بِلَاد الصَّعِيد ودثور أَكثر بلادها بِحَيْثُ الْعشْرَة أَيَّام بِبِلَادالصَّعِيد لَا يُوجد فِيهَا أحد وَلَا تزع أراضيها فَقلت الأغنام عِنْدهم. وَصَارَ أَهلهَا إِلَى فقر وبؤس حَتَّى أَن غَالب قوت أَهلهَا إِنَّمَا هُوَ الذّرة. وَمَعَ ذَلِك كُله فجور وَفِيه تنكر الْحَال بَين الْأَمِير طرباي والأمير نظام الْملك برسباي. وَخرج طرباي إِلَى بر الجيزة فِي هَيْئَة متنزه والإرجاف يقوى حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْر. شهر ربيع الأول أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثَانِيه: قدم الْأَمِير طرباي من بر الجيزة. وَفِي ثالثه: قبض الْأَمِير برسباي على الْأَمِير سودن الْحَمَوِيّ أحد أُمَرَاء الألوف وعَلى الْأَمِير قانصوه أحد أُمَرَاء الطبلخاناة وَكَانَا من أَصْحَاب الْأَمِير طرباي فكثرت
اسم الکتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 7  صفحة : 53

نهب بلاد اخميم

وإمامه العساكر بالاسلحة إلى باب مستحفظان والبيرق إمامه. ونزل جاويش إلى أحمد كتخدا برمقس فوجده في بيت إسمعيل كتخدا عزبان فأخذه وطلع به إلى الباب فخنقوه وأخذوه إلى منزله في تابوت. وركب علي اغا وإمامه الملازمون بالبيرشان فطاف البلد وأمر بتنظيف الاتربة واحجار المتاريس وبناء النقوب والبس قائمقام اغوات البلكات السبع قفاطين وطلع الذين كانوا بباب العزب من الينكجرية إلى بابهم وعدتهم ستمائة إنسان.
وفي حادي عشر جمادى الأولى لبس يوسف بك الجزار على إمارة الحاج ومحمود بك على السويس وعين يوسف بك المذكور مصطفى اغات الجراكسة للتجريدة على الشرقية.
وفي رابع عشره لبس محمد بك الصغير على ولاية الصعيد وخرج من بيته بموكب إلى الاثر وصحبته الطوائف الذين عينوا معه من السبع بلكات بسر دارياتهم وبيارقهم وعدتهم خمسمائة نفر منهم مائتان من الينكجرية والعزب وثلثمائة نفر من الخمس بلكات اعطوا كل نفر من المائتين ألف نصف فضة ترحيلة ولكل شخص من الثلثمائة ألف وخمسمائة نصف فضة وسافروا رابع جمادي الآخرة وكان محمد بك الكبير خرج مقبلا وصحبته الهوارة فخرج وراءه يوسف بك الجزار وعثمان بك بارم ذيله ومحمد بك قطامش فوصلوا دير الطين فلاقاهم شيخ الترابين فاخبرهم أنه مر من ناحية التبين نصف الليل فرجعوا إلى منازلهم وبلغهم في حال رجوعهم أن خازندار رضوان اغا تخلف عند الدراويش بالتكية فقبضوا عليه وقطعوا دماغه ولم يزل محمد بك الصعيدي حتى وصل اخميم وصحبته الهوارة وقتل ما بها من الكشاف ونهب البلاد وفعل افعالا قبيحة. ثم ذهب إلى اسيوط وأرسل إلى قامئمقام جرجا فتصرف في جميع تعلقاته وأرسلها إليه نقودا ونزل مختفيا إلى بحري ومر من انيابة نصف الليل ولم يزل سائرا إلى دمياط ونزل في مركب افرنجي وطلع إلى حلب ووصل
اسم الکتاب : تاريخ عجائب الاثار في التراجم والاخبار المؤلف : الجبرتي    الجزء : 1  صفحة : 81