يحاول خالد فهمي في كتابه المهم " كل رجال الباشا " أن يشرح لنا بشكل علمي تراتبي ، منطقي كيف يمكن " للقهر" وفق وسائل انضباطية أن يصل الفلاح ذو الكبرياء إلى رقم في دفاتر الباشا .
في خطاب مؤرخ ب 18 فبراير 1822 كتب الباشا إلى أحمد طاهر باشا ، مدير مديرية جرجا :
" من الواضح أننا أرسلنا قواتنا بقيادة أبنائنا إلى السودان ليجلبوا لنا السود لنستخدمهم في مسألة "حملة" الحجاز ، وخدمات أخرى مماثلة ... إلا أنه لما كان الأتراك من جنسنا و يجب أن يظلوا قريبين منا طوال الوقت ، ولا يُرسلوا إلى هذه المناطق البعيدة أصبح من الضروري جمع عدد من الجنود من الصعيد .و لذلك وجدنا أنه من المناسب أن تجند حوالي أربعة آلاف رجل من هذه المديريات "
هذا هو أول مرسوم يأمر فيه الباشا بتجنيد الفلاحين من سكان مصر في الجيش ، و ليس كما بدا في . ربما في موجة التجنيد تلك تم تجنيد " متولي الجرجاوي " أخو شفيقة .
لم يكن هناك وقتها دفاتر و لا إحصائيات و لا أرقام و لا قوانين تنظم " جمع العبيد" للخدمة العسكرية بقيادة الباشا . كان الرجال يساقون إلى معسكرات التجنيد في رقابهم حبال ثخينة كالسلب الذي تُربط به الجمال في القوافل الراحلة .
قاوم الرجال التجنيد بكل الوسائل من أول الهرب و سمل العين بسم الفئران ، حتى بتر الأعضاء . قاموا بالثورة أصلا على فكرة التجنيد ومعاملتهم كالعبيد . لكن الباشا لم يكن يخضع لأي رقابة . كان الباشا يسعى لمجده وحده .
لم يُسائل أحد الباشا عن العبيد الأسرى الذين جلبهم من السودان " رجالا و نساء وأطفالا " في رحلة طويلة من كردفان في السودان إلى وادي حلفا جنوب أسوان سيرا على الأقدام فكانوا يموتون كما تموت الخراف المصابة بالعفن . و لا خضع للمسائلة عن القرى المهجورة التي بقيت شاهدة على هجران أهلها لها خوفا من خضوع أهلها للتجنيد القسري ، " العُرج و العميان و المقعدين أُرسلوا جميعا بلا تمييز " .
رابط المقال :
http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/251-%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1/559573-%D8%B1%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%AB%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%AA
لتحميل الكتاب ادخل على الرابط التالى
majles.alukah.net/t131141/