الأحد، 26 يوليو 2015

عمد و اعيان مصر عام ١٨٩٦ م الرتب و النياشين ......... أبو موافي بيت داود



اقرء ايضا
عائلات النخبة - اكبر عائلات الصعيد






















ماذا قدم هولاء الاعيان للخديوى ؟
---   
....
....
....
....
....
....
....
....
....
....
....
....
....
    قدموا »»»»»»»»









لا تعجب و لا تستغرب من كلمة تقديم واجبات  العبودية

فاذا عرفت كيف كان يتم اختيار  عمد و مشايخ و اعضاء

المجالس النيابية  لاشفقت على هؤلاء









لو عايز تعرف نص القانون و لائحة تعين العمد و مشايخ البلاد سنة 1895 م
ادخل على الرابط التالى
https://gergahistory.blogspot.com.eg/2016/10/1895.html






- لو عايز تعرف من هى العائلة  التى كانت تقوم بتعين العمد و رفضهم فى مديرية جرجا فى ذالك الوقت
ادخل على الرابط التالى
https://gergahistory.blogspot.com.eg/2015/06/blog-post_4.html

للمزيد على هذا الرابط

https://gergahistory.blogspot.com.eg/2016/05/1941.html

السبت، 25 يوليو 2015

افتتاح خط السكه الحديد بين جرجا و اسيوط عام 1893


أحمد بن محمد الماجدي الجرجاوي شاعر و صاحب جريدة المعتصم

أحمد الماجدي

( 1283 - 1369 هـ) 
( 1866 - 1949 م)
سيرة الشاعر:
أحمد بن محمد الماجدي الجرجاوي.
ولد في مدينة جرجا (محافظة سوهاج - مصر)، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في مصر.
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، فدرس علوم الدين واللغة حتى تخرج فيه.
عمل واعظًا وخطيبًا في بعض مساجد القاهرة، ثم مارس الصحافة فحرر بعض الجرائد والمجلات الدينية.
أسس جمعية الإخلاص للعرش الخديوي ورأسها عام 1909، كما انضم إلى الحزب الوطني تحت قيادة الزعيم مصطفى كامل ثم محمد فريد.
فضلاً عن نشاطه الاجتماعي والسياسي من خلال الجماعات والأحزاب التي انضم إليها. نشط في الدعوة إلى إصلاح الأزهر، وحرّر جريدة «الفائز»، وأسس وأنشأ جريدة «المعتصم» الأسبوعية عام 1898 ثم جريدة «الإصلاح» (1903 - 1904) مع محمد زياد 
بدران.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «ديوان أحمد الماجدي» (ط1) - مطبعة السعادة - القاهرة 1906 (طبع على نفقة المؤلف وحضرة محمد أفندي فهمي - حكيم أسنان بمصر)، وله قصائد منشورة تحت عنوان: «الماجديات» - جريدة «المعتصم» - أعداد متفرقة.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المقالات نشرها في بعض جرائد عصره، مثل جريدتي: المعتصم والفائز، وله رسالتان ملحقتان بديوانه.
نظم في الأغراض المألوفة، وله مجموعة قصائد جعل قوافيها على حروف الأبجدية وعليها تشطير لأحد شعراء مدينة جرجا. أكثر شعره في المدح يبدأ بمقدمات غزلية تفيد من معجم الغزل الصريح. تضمنت قصائده معاني الحكمة والطرافة والملاحة، فجاء شعره جزلاً وإيقاعه لطيفًا يسهل حفظه.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد الماجدي: مقال عن تعلمه في الأزهر - مجلة الفائز - 9 من نوفمبر 1909.
2 - محمد رفعت المحامي: أحمد الماجدي ودوره المنسي - جريدة «المصري» - عدد 26/6/1949.
    عناوين القصائد:

    زياد محمد عبدالعال الجبالى من مدرس ابتدائى الى استاذ جامعى


    الأستاذ الدكتور / زياد محمد عبدالعال الجبالى 
    استاذ الأدب بكلية الآداب / جامعة سوهاج
    مواليد 1946/12/25 قرية الرياينه المعلق / مركز طما/ محافظة سوهاج
    ضرب أروع الأمثله فى الكفاح لنيل الدرجات العلميه فهو مثال رائع يحتذى به ونبراس يضىء عقول وبصيرة الراغبين فى التعلم .
    _ حيث بدأ حياته مدرسا بمركز جرجا ( ابتدائى ) بعد حصوله على دبلوم المعلمين عــام 1967 _ ثم انتــقل للعمــل مدرسـا بمدرســـة رقى المعارف بمدينة طما .
    * حصل على ليانس الاداب 
    * حصل على درجة الماجستير فى الأداب عام 1985 .
    * حصل على درجة الدكتوراه عام 1994 فى ( البيئه اليمنيه وأثرها فى الشعر العربى ) .
    * انتقل للعمل بالمملكه العربيه السعوديه عام 1994 .
    * عمل مدرسا للآدب القديم بكلية الآداب بجامعة حلوان .
    * عمل استاذا مساعدا بكلية الاداب جامعة سوهاج عام 2004 .
    المؤلفات 
    ::::::::::: 
    * قام بتأليف عدة كتب ذات قيمه أدبيه منها :_
    _ دراسات فى النقد الأدبى عند الاغريق .
    _ دراسات فى الأدب الأندلسى .
    _ دراسات فى الأدب الشعبى .
    _ خصائص البيئه اليمنيه وأثرها فى الشعر العربى حتى نهاية القرن الثالث الهجرى .
    _ فارس بنى زبيد ( عمرو بن معدى كرب ) . 
    أبحاث منشوره 
    :::::::::::::::::: 
    _ الجوانب الشعبيه فى سيرة عمرو بن معدى كرب .
    _ حضارة القاهره من خلال شعر تميم بن المعز لدين الله الفاطمى .
    _ أماكن اللهو والتسليه فى العصر الفاطمى من خلال اشعار شعرائهم .
    * أشرف على العديد من الرسائل العلميه للباحثين لنيل درجة الماجستير والدكتوراه فى الأدب .
    * شارك فى تحكيم الرسائل العلميه لمنح الباحثين درجة الماجستير والدكتوراه فى مجال الادب .
    _ استاذ متفرغ من عام 2006 الى الآن فى كلية الأداب جامعة سوهاج .
    متعه الله بموفور الصحه والعافيه


    المصدر :
    https://www.google.com.eg/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAcQjRxqFQoTCJ-mmduW98YCFYRq2wodc7oJ0g&url=https%3A%2F%2Fm.prod.facebook.com%2FAlamMnAljnwb%2Fphotos%2Fpb.365996240142258.-2207520000.1424816960.%2F763705823704629%2F%3Ftype%3D1%26source%3D9&ei=FPmzVZ_ME4TV7Qbz9KaQDQ&bvm=bv.98717601,d.bGQ&psig=AFQjCNH12Ub4S31KGAxp9Y9mJOowC9R8kA&ust=1437943800846319

    قرار بتعين عمدة عام 1937 ميلادية

    الجمعة، 24 يوليو 2015

    عائلة الزعماء فى جرجا

    محمد افندى حسن الشندويلى وكيل مديرية جرجا سابقا


    جزيرة شندويل


    محمد نجيب مع اعيان محافظة سوهاج


     يا ريت اللى يعرف من هؤلاء الواقفون بجوار  ( اول رئيس لمصر )  يعرفنا عليهم




    المصدر : جريدة الاهرام

    الرابط  http://www.ahram.org.eg/NewsQ/274775.





    محافظة سوهاج مقال من جريدة الاهرام

    محمد نجيب مع أعيان سوهاج
    سوهاج هذه المدينة الجميلة التي تضم مركز جرجا خرج منها الحكام الذين وحدوا قطري مصر ففيها ولد مينا موحد القطرين.
    وهي المدينة التي شهدت أحداثا تاريخية بدأت منذ قبل التاريخ لتمتد إلي العصر الفرعوني و العصرين اليوناني والروماني فعلي أرضها قامت ثلاثة أقاليم مصرية قديمة من الثامن إلي العاشر  ويتجلي ذلك فيس مستوطنات الغمرة والمحاسنة أما في عصر ما قبل الأسرات فقد لعبت مدينة تني دوراً عظيماً يؤرخ للمصري القديم ، تتجلي فيه بطولاته ووطنيته منها معركة سوهاج في الثالث من يناير عام 1799 مـ ومعركة طهطا في الثامن من يناير 1799 مـ ثم جاءت معركة جهينة يوم 10 أبريل 1799 مـ حيث كان القتال شديداً حتي أرغمت القوات الفرنسية علي الرحيل منها لذلك اختير هذا اليوم ليكون عيداً قوميا تحتفل به سوهاج، بأبناء يفتخر بهم التاريخ وشخصيات بزج نجمهما في مناحي شتي ، علي رأسها شيخ الإسلام محمد مصطفي المراغي رحمه الله .والحجة العلامة المؤرخ الشيخ محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن أحمد بن حجازي الحسيني المالكي الخلوتي المراغي و هو مؤلف تعطير النواحي و الأرجاء و كتاب تاريخ و ولاية الصعيد في العصر المملوكي و العثماني واللواء غلاب بك شافعين الشندويلي قائد القوات المصرية في العهد الملكي واللواء أركان حرب فوزي محمود قاسم شافعين الشندويلي من الضباط الأحرار والشاعر علي الجندي الشندويلي عميد دار العلوم وشاعر الصوفية الشهير.
    وفي سوهاج توجد «شندويل» وهو إسم فرعوني قديم مثله كمثل العديد من بلاد مصر التي تحمل أسماء فرعونية حتي الأن مثل البربا و طما حيث تتحدث الرواية التاريخية عن ملك فرعوني يسمي «ويل» كانت له ابنة جميلة تسمي « شندة « و كانت تحب الأرض الخضراء التي تتمتع بالخصوبة و تحب أن تحيا فيها فاستقر بها الملك و جعل منها بساتين من الكروم و مع الزمن أطلق اسم «شندة» علي البلدة نسبة إلي الأميرة شندة و عرفت هذه الأرض بالمعاجم بأنها الأرض الخضراء واسعة الخصوبة كما عرفها الرحالة العرب قديما
    ومنذ وقت قريب، كان لا يتم توثيق الزواج في سوهاج ولكنهم اصبحوا يوثقونه عند شيخ القبيلة الذي يفصل في كل شيء فالقضاء العرفي كان هو الساري في المنطقة انذاك وهو قضاء منظم جدا وقادر علي حل المشكلات جميعا فلايوجد هناك ما يلجأ للشرطة وإنما لشيخ القبيلة ولمدينة سوهاج قدسية كبيرة عبر التاريخ المصري حيث تضم معبد سيتي الأول وهو المعبد الوحيد المسقوف بأكمله في مصر وجبل الهريدي الذي يضم مجموعة من المقابر الصخرية من الدولتين الأولي القديمة والحديثة ولديها مناطق الجذب السياحي ومن أشهر هذه المناطق مقابر لبعض ملوك الأسرتين الأولي والثانية في الجعاب وفي بيت خلاف توجد واحدة من أكبر مصاطب كبار الدولة في عهد الملك زوسر وأبيدوس المركز الرئيسي لعبا أوزير ويس

    المصدر :

    جريدة الاهرام
    http://www.ahram.org.eg/NewsQ/274775.aspx

    أيدولوجيا المشاهد المبكرة للملكية المصرية في صلاية ابن جرجا الملك مينا

    أيدولوجيا المشاهد المبكرة للملكية المصرية في صلاية نعرمر ............................................................

    .................

    تعد صلاية الملك نعرمر واحدة من أهم الآثار التي تنتمي لنهايات الأسرة صفر حيث كشفت عن مجموعة من المعاني الدينية الرمزية الأيدولوجية للملكية الناشئة في مصر القديمة و ذلك في الفترة التي إكتمل فيها توحيد القطرين . تسعى هذه الدراسة لتناول المفاهيم و الأفكار ذات الطبيعة الرمزية التي تميزت بها المشاهد المبكرة للملكية المصرية و سجلت على صلاية الملك نعرمر حيث يتم إعتباره حاليا و طبقا للرأي الشائع ، آخر ملوك الأسرة صفر .

    و هذا الأثر هو عبارة عن صلاية زخرفية منقوشة من الوجهين و كانت موضوعة في أساسات معبد نخن المكرس لعبادة المعبود ( حور نخن ) و هي مصنوعة من الإردواز و يبلغ إرتفاعها 63,5 سم و عرضها 40 سم . تميزت هذه الصلاية بوجود عدد من المشاهد المبكرة و المعبرة عن الأيدولوجيا الدينية و السياسية للملكية الناشئة في نهاية الأسرة صفر تمثلت فيما يلي :

    1 – ظهر على كلا الوجهين إسم الملك نعرمر داخل واجهة القصر المعروفة بالسرخ و التي تعبر عن واجهة القصر الملكي حيث كتب إسم نعرمر بعلامتي السمكة و الإزميل و هو ما يحاول البعض قراءته ( محبوب الإلهة نعر ) و لكن نلاحظ من جانب آخر أنه م يكتب بعلامة الفأس ( مر ) و التي تعني محب أو محبوب ، و لكن كتب بعلامة الإزميل و لذا يفضل البعض قراءته ( إزميل الإلهة نعر ) أى أنه إزميل الإلهة الذي يؤدب أعدائه و ما يرجح هذا التفسير عن السابق هو طبعة الختم التي عثر عليها في طيبة للملك نعرمر حيث ظهر فيها إسم الملك بعلامة السمكة ( نعر ) و قد أمسكت بمقمعة تضرب بها ثلاث صفوف من الأعداء أى أنه تم تجسيد الملك هنا في إسمه ، مما يرجح القراءة الثانية عن القراءة الأولى

    2 – ظهر على جانبي إسم الملك في كلا الوجهين رأسان للمعبودة البقرة بوجه سيدة و قرني و أذني بقرة ، مما جعل البعض يرى فيها تصويرا مبكرا لهيئة الربة ( حتحور ) بينما رأى البعض الآخر فيها صورة المعبودة ( بات ) . و من المعروف – و من خلال صلاية جرزة و النجوم المعروضة في المتحف المصري و تنتمي للأسرة صفر – إرتباط البقرة بالنجوم كإلهة للسماء و إعتبارها حامية لأرواح الأسلاف الذين سكنوا في النجوم و إتخذوها كمقر أبدي لهم و هو المعتقد الذي تبلور بشكل واضح في متون الأهرام إلا أن إرهاصاه الأولى ترجع لعصر الأسرة صفر على أقل تقدير . و لكن الشكل الذي ظهرت به هنا بوجه سيدة و قرني و أذني بقرة ، فضلا عن توجه قرنيها نحو الداخل و ليس الخارج هو الأيقونة المتعارف عليها للإلهة ( بات ) إلهة الإقليم السابع من أقاليم مصر العليا ، و التي ظهر إسمها في بعض مقابر الأسرة السادسة في منطقة قصر الصياد ، بينما ظهر إسم حتحور للمرة الأولى في بعض الأسماء الشخصية و أسماء كهنة لحتحور في نهاية الأسرة الثانية و لكن بدون مخصص رأس البقرة .

    3 – تحيط ( بات ) بإسم الملك بما يشير إلى إرتباط بعالم السماء الذي تمثله الإلهة من خلال ذلك التمثيل الفني الرمزي . و حقيقة الأمر أن التصوير المزدوج لبات على وجهي الصلاية لم يكن أمرا إعتباطيا بل كان مقصودا لذاته ، حيث نقرأ في إحدى فقرات متون الأهرام " أنا بات ذات الوجهين أنا الشمس و القمر " مما يعكس حقيقة وجود الشمس و القمر كعنصرين زمنيين ممثلان على وجهي الصلاية من خلال الوجود المزدوج لبات تحقيقا لمفهوم الديمومة الزمنية و الأبدية الملكية لجميع الأعمال و الإنجازات التي تم تصويرها على الصلاية .

    4 – يظهر على أحد الوجهين الملك بحجم كبير نسبيا مرتديا التاج الأبيض – تاج الوجه القبلي – و لحية الإحتفالات المستعارة و رداءا قصيرا يغطي الكتف الأيسر و يصل إلى حافة الركبة و قد شد إلى وسطه بحزام عريض مزركش تتدلى منه سيور بأهداب طويلة تنتهي بحلية في هيئة رأس الإلهة بات . لماذا تم تصوير رأس المعبودة بات في هذا الوضع على الشنديت الملكي و ترتكز كل رأس على ما يشبه الخرز ؟ ..... طبقا لما ورد في متون الأهرام أن الملك يقوم بتخصيب أمه البقرة البرية العظيمة لكي يعيد ميلاد نفسه من جديد و لذلك أخذ لقب ( كا موت إف ) بمعنى فحل أو ثور أمه و من هنا فإن تصوير رأس بات على الشنديت الملكي فوق الخرز كان ذو مغزى ديني . فعلامة الخرز تعبر عن كلمة ( القبضة ) أو قبضة يد الإله الخالق التي إستمنى بها في بدء الزمان لكي يقيم خلق الكون و تم إعتبار البقرة بات أو حتحور قبضة يد الإله الخالق التي إستخدمها في بداية الخلق لكي يقيم عملية خلق الكون مما يعني أن الملك هنا يحل محل الإله الخالق الأول الذي يخصب أمه رمزيا – من خلال الشنديت – فيعيد خلق الكون و ميلاد نفسه من جديد و لذلك يتدلى من خلف الرداء ذيل طويل للثور بإعتبار الملك هو ( كا موت إف ) فحل أمه و هو المعنى الذي أكدت عليه نصوص الأهرام فيما بعد ، الأمر الذي يشير إلى حقيقة هامة : إن تصوير الملك في هذه الهيئة الشعائرية يبرز و لأول مرة مفهوم الولادة الإلهية الملكية في الحضارة المصرية القديمة و لكن بصورة تختلف جذريا عن مفهوم الولادة الإلهية التي ظهرت فيما بعد في عصر الدولة الحديثة إلا أن المعنى في كلا الحالتين كان متشابها .

    5 – في نفس المنظر السابق يقبض الملك بيده اليسرى على أسير راكعا أمامه ممسكا بيده اليمنى بمقمعته و يهم بضرب الأسير الذي ظهر عاريا إلا من جراب العورة و ظهرت خلف رأس الأسير علاماتان كتابيتان تعبران غالبا عن إسم منطقته أو عن إسمه هو ؟ و يحتمل قراءتها ( وع – شي ) . يرى البعض في ذلك إسم الأسير نفسه و يرى البعض الآخر أنه إسم إقليم الحربة و هو أقصى الأقاليم الشمالية الغربية للدلتا على حدود الصحراء الغربية . ثم يظهر أمام وجه الملك الإله حورس و هو يؤيده و يقدم له الأسرى - وفقا لما يراه البعض – من أهل أرض البردي ! حيث تم تجسيد المعبود حورس في شكل صقر بيد بشرية يأخذ بناصية الأسرى الذين عبر عنهم برأس آدمي يخرج من أنفه حبل يقبض عليه حورس كما ظهر خلف الملك بحج أقل حامل النعل الملكي و إبريق الطهارة و قد كتب بعلامتي ( حم ) و ( الزهرة ) . و تشير كلمة ( حم ) إلى كاهن أو خادم ، أما ( الزهرة ) و التي أصبحت في العصور التاريخية تدل على كلمة ( حررت ) ، فكانت ترمز في ذلك الوقت للمعبود حور بمعنى الملك و بذلك يقرأ اللقب : كاهن أو خادم الملك

    6 – لا يتفق الدارس على تفسير المنظر السابق بوصفه حربا شنها الملك ضد أهل الدلتا لكي يوحد الأرضين للإعتبارات التالية :

    أ – لا وجود أثري لمفهوم مملكة في الشمال و أخرى في الجنوب في عصور ما قبل الأسرات بأكملها و لا في عصر الأسرة صفر

    ب – وفقا لما سبق تناوله لا يعبر هذا المنظرعن واقعة تاريخية ، بل يجسد قيام الملك بطقس ديني يتمثل في ضرب العدو أمام المعبود حورس و لعل تصوير الملك بشاراته و رموزه السابقة فضلا عن وجود حامل النعل و إبريق الطهارة يؤكد على الكينونة الشعائرية للمشهد بأكمله .

    ج – يبدو من المرجح و بنسبة كبيرة أن مصر طبقا للمعطيات الأثرية التي ترجع لعصر الأسرة صفر قد توحدت سياسيا قبل عصر الملك نعرمر بجيلين على أقل تقدير الأمر الذي يرجح خروج بالمشهد تماما عن أي وقائع تاريخية فعلية وقعت في عصر الملك نعرمر

    د – تصور البعض من الدارسين أن وجود الصقر فوق أرض البردي أن ذلك يعني سيطرة الإله حورس رب الملك على أرض الدلتا و هو تفسير لا يستقيم لسببين : الأول و هو أن الصقر هنا هو أحد أرباب الدلتا الرئيسيين و قد كان يقدس في الشمال كما كان يعبد في الجنوب منذ بداية عصور ما قبل الأسرات و في فترة زمنية متعاصرة و الثاني : أن تصوير الصقر فوق أرض الدلتا لا يعني أنه يتم سيطرته عليها بل يعني أنه رب الدلتا المؤازر للملك فالفنان إضطر لتصويره فوق أرض البردي لإظهار كل مفردات المنظر و هي خاصية فنية هامة في الفن المصري القديم تماما مثلما كان يصور الصقر فوق السرخ الملكي و لم يقل أحد هنا أن الصقر يتم سيطرته على السرخ

    ه – لا سبيل للتأكد من هوية الأسير الذي يقوم بضربه الملك برغم وجود العلامتين السابق شرحهما فالمنظر لا يعطي أى تفاصيل واضحة عن الحدث نفسه إن كان قد وقع فعليا أم لا و لا يعدو كونه مشهد ديني شعائري يعبر أن أيدولوجيا القمع الملكي للأعداء أو ربما قمع بعض عناصر من المتمردين الذين أثاروا بعض القلاقل في منطقة الدلتا دون أن يعني بالضرورة أنها حملة عسكرية وجهت للدلتا نظرا لغياب أى وثائق أو آثار تؤيد ذلك المعنى المفترض .

    7 – في أسفل الصلاية ظهر أسيران يحاولان الهرب بينما يرى البعض أنهما صريعان في الغالب و هو ما يرجحه الدارس مقارنة بوضع الأسيرين الفني مع الأوضاع الفنية للأسرى المصورين كقتلى في صلايات الأسرة صفر . و أمام وجهيهما علامتان تشبه إحداهما علامة ( سا ) و الأخرى ( به ) و يرى البعض أنهما ربما تشيران إلى سايس و بوتو في الدلتا ! و لكن لا وجود لأي دليل علمي قاطع يؤيد هذا التفسير .

    8 – ظهر على الوجه الآخر للصلاية الملك و هو مرتديا تاج الوجه البحري الأحمر كما ظهر خلفه حامل النعل الملكي السابق ذكره من قبل . و ظهر أعلى حامل الصندل الملكي بناء مستطيل الشكل يشير غالبا إلى مقصورة التطهير أو ما يعرف بإسم ( البر دوات ) بمعى بيت الصباح ، حيث تطهر فيها الملك أولا ثم خرج منها في صحبة موكبه . رأى البعض في هذا المشهد أن الملك نعرمر بعدما حقق إنتصاره على الدلتا ظهر مرتديا التاج الأحمر الخاص بهم و هو تفسير لا يستقيم مع المعطيات الأثرية لعصر الأسرة صفر التي كشفت عن أن أول من إرتدى تاج الجنوب الأبيض و تاج الشمال الأحمر كان الملك ( العقرب ) و ليس ( نعرمر ) حيث تولى زمام الأمور قبل عصره مباشرة مما يرجح وجود وحدة سياسية كانت قد تمت في عصر الملك العقرب وفقا لآثاره المنتشرة في مصر كلها و ربما أيضا قد وقعت قبل عصره .

    9 – يتقدم الملك في المشهد السابق شخصية هامة بحجم كبير نسبيا و يرتدي جلد الفهد غالبا و أمامه كلمة ( ثت ) و البعض قرأها ( ثاتي ) و في واقع الأمر أن الآراء تباينت في تحديد هذه الشخصية و قد تراوحت بين إعتباره مربي للملك أو ربما وزيره – و هو الرأي الذي لا يتفق معه الدارس نظرا لأن لقب الوزير لم يعرف قبل عصر الأسرة الرابعة – أو كاهن السم إبن الملك الأكبر برداء جلد الفهد . و يتقدم الملك أربعة من حملة الألوية يمثلون ( الشمسو حور ) أو أتباع حورس و هم حكام الأقاليم الذين يسيرون برمزو معبوداتهم في الموكب و ساعدوا حكام نخن في عمليات الوحدة السياسية طوال عصر الأسرة صفر و أصبحوا يشاركون في الأعياد و المناسبات الدينية و السياسية الملكية الهامة حيث نشاهد لواء حورس الشمالي ثم حورس الجنوبي ثم لواء وب واووت ( فاتح الطرق ) و لواء ربما يعبر عن المشيمة الملكية . و يلاحظ هنا أن الموكب يتجه إلى معبد في الشمال حيث تظهر بوابة المعبد و طائر يرجح أنه طائر الور بمعنى أنه يمكن قراءة هذا النقش كالتالي : سبا – ور أو البوابة العظيمة ، ثم نجد مركب بها مقصورة تشير إلى مقصورة المعبود و فوقها الإله حور و أسفله الرمح أو الخطاف و هو رمز الإله ( حور ميسنو ) أو ( حور الخطاف ) و هي الهيئة التي إتخذها الإله حور نخن عندما إندمج مع م المعبود ( جبعوتي ) إله بوتو ، و لقد إرتبط حور ميسنو بطقسة ضرب و طعن فرس النهر ، فعندما كان الملك يطعن فرس النهر كان يطلق عليه ( حور ميسنو ) .

    10 – يشير المشهد السابق إذن إلى إحتفال عند معبد بوتو في الشمال و أسفل ذلك تم تصوير عشرة أشخاص مكبلة أيديهم بالحبال من خلاف و قطعت رؤوسهم و وضعت بين أرجلهم و قد أظهر الفنان أرجلهم للداخل ماعدا إثنين تظهر أرجلهم مستقيمة و هو مشهد يغلب عليه الصفة الشعائرية أكثر مما يعبر عن واقعة تاريخية حيث يعكس المفهوم الرمزي للأعداء الذين قضى الملك عليهم طقسيا . و لابد هنا أن نشير إلى حقيقة هامة و هو : أن هذا المنظر هو الوحيد في الصلاية الذي يعبر عن مفهوم يقترب إلى حد كبير من فكرة الفن القصصي في الحضارة المصرية القديمة ، و الفن القصصي يعتمد على وجود : ( الزمان ) و ( المكان ) و ( وضوح فكرة الحدث ) و هو ما ينطبق إلى حد كبير على هذا المشهد و ذلك في مقابل بقية مشاهد الصلاية التي لا نعرف بالتحديد مكان وقوعها فضلا عن غموض الحدث نفسه في جميع المناظر . فالملك هنا يتجه لمقصورة التطهير ( مكان ) ثم يتحرك بموكبه ( التحرك يدل في حد ذاته على الزمان ) نحو معبد حور ميسنو ( مكان ) لإقامة طقس طعن فرس النهر ( و إن كان غير مصور ) و قتل و قطع رؤوس الأعداء في جو ديني شعائري مقدس يبرز أهم الواجبات الملكية مما يبرز وضوح الحدث و يقربه كثيرا من مفهوم الفن القصصي .

    11 - و في وسط الصلاية يظهر حيوانان خرافيان بجسم أسد و رقبة ثعبان و رأس فهد و تتعانق رقبتهما مكونتين بؤرة الصلاية التي تعبر عن قرص الشمس و صور رجلين أحدهما يجذب عنق حيوان بحبل غليظ بينما الآخر يرخي الحبل من طرفه و قد تمكن عالم المصريات الألماني فستندورف و بإقتدار من تفسير هذا المنظر بأنهما – الحيوانين – يمثلان إلهي الأفق الذين تم تصويرهما دائما في صلايات الأسرة صفر و هما يتحكمان في حركة الشمس . و نلاحظ هنا أن كلا الحيوانين الخرافيين لهما ذيل مستدير و كانت إستدارة الذيل هنا ليست جديدة بل هي مكررة دائما في صلايات الأسرة صفر لكي تعبر عن الشمس ، فالذيل المستدير للحيوان الأيمن في الصلاية يعبر عن شمس المغرب أو الشمس التي تكاد أن ترحل للعالم الآخر ( بإعتبار الحيوان هنا مصور على أقصى اليمين – عالم الغرب ) أما بؤرة الصلاية فهي تعبر عن شمس المنتصف أو شمس منتصف الليل ، بينما يعبر الذيل المستدير للحيوان الأيسر في الصلاية عن شمس المشرق ( بإعتبار الحيوان هنا مصور على أقصى اليسار – عالم الشرق ) و هو المعنى الذي تم تسجيله بشكل متكرر في صلايات الأسرة صفر مما يعني وجود أقدم تصوير ديني رمزي لرحلة الشمس في العالم الآخر و إرتباط ذلك بمفهوم إستقرار النظام الكوني الشمسي و ربط كل ذلك بمفهوم الملكية المنتصرة على الأعداء . أما عن فكرة إتحاد مصر العليا بالسفلى أو كبح جماح الحيوانين بإعتبارهما الجنوب و الشمال فقد أصبحت الآن غير مقبولة في الأوساط العلمية .

    12 – في أسفل الصلاية ظهر الملك في هيئة الثور و هو يحطم بقرنيه سور مدينة محصنة نقش إسمها بداخلها و يقرؤه البعض على النحو التالي : " مجد " أو " مصد " و يطأ الثور هنا ذراع زعيمها و ينبغي أن نلاحظ هنا أمور هامة :

    أ – تم تصوير الثور في شيء من الهدوء و كأنه يشير إلى السيطرة على أهل المدينة دون الفتك بهم

    ب – كتابة إسم المدينة لا يعني كما يعتقد البعض تحديد واقعة تاريخية محددة ضد مدينة بعينها ، فالهدف من المنظر تخليد المعنى و هو القضاء على العدو و ليس تخليد الحدث .

    ج – ما يؤكد خلود و ثبات المعنى كأيدولوجيا أبدية هو تحول الملك في هذا المشهد الوحيد من الهيئة الآدمية إلى الهيئة الحيوانية مما يعني تحوله من نطاق القدرة البشرية التاريخية إلى نطاق القدرة الحيوانية الأسطورية الخارقة و هو الأمر الذي يؤطر العمل بأكمله في ذاكرة الخلود الملكي و يجعل المشهد برمته في إطار الشعيرة الرمزية .
    13 – يتبين لنا مما تقدم أن مشاهد الصلاية تشير إلى مناظر تذكارية شعائرية لمعنى ديني أيدولوجي مقدس يتم الإعلان عنه و الترويج له في معبد حور في نخن حيث إكتشفت في أساساته و لا تقوم بالتأريخ لواقعة بعينها كما تصور العديد من الدارسين الذين رأوا فيها تسجيلا لحدث وحدة مصر السياسية لأول مرة في عصر الملك نعرمر و هو الأمر الذي لا يتفق مع معطيات الآثار التي ترجع لعصر الأسرة صفر حيث كشفت عن قيام وحدة مصر بشكل مرجح و قبل عصر نعرمر نفسه دون وجود آثار عنف أو حروب بين الجنوب و الشمال ، فالصلاية هنا تقع في إطار ممارسة الشعائر و تخليد الذكرى و لا تقع في إطار الآثار التي تحكي عن وقائع تاريخية


    المصدر :

    http://ahmedfaheem.blogspot.com/2013_05_01_archive.html

    الخميس، 23 يوليو 2015

    محمد مصطفى محمد عبدالمنعم المراغى





    محمد بن مصطفى بن محمد عبد المنعم المراغي. ولد بالمراغة من جرجا في الصعيد، تعلم في القاهرة وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده. تأثرت أخلاقه بالبيئة الأسرية التي نشأ فيها، فأبوه فضلاً عن أنه أزهريّ كان سيداً في قومه داره مفتوحة لأهل محلته، يفضّ الخصومات ويعين ذوي الحاجات، له أبناء هم بضعة علماء وقضاة، على رأسهم ابنه الأكبر شيخ الأزهر الذي تولى مشيخته في حياة أبيه، أما بنوه الآخرون فكانت تربيتهم مدنية.


    استظهر القرآن الكريم وتدبر معانيه، وحفظ وهو في القضاء بضعة دواوين شعرية، وتعلم اللغة الإنكليزية أيام كان قاضياً في السودان، وأتقنها بحيث أصبح يقرأ بها الكتب العلمية، وكان يصحح ما وقع من أغلاط في ترجمة «مير علي» للقرآن الكريم.
    امتاز بذاكرة قوية، واتصف بالفصاحة وعرف بالبلاغة. كان يكتب من دون تكلف بألفاظ عذبة وعبارات رقيقة وجمل رشيقة لا سجع فيها ولا ازدواج. وكان طليق اللسان؛ فربما ظنّ السامع وهو يتلو درسه أوعظته أنه يقرأ من كتاب أو من حفظه؛ مع حسن عرض وقوة دليل، وكان يستميل بحديثه قلوب سامعيه، و تؤثر نبراته في نفوسهم.
    اتسم بالمرونة والبعد عن الجمود، فلم يقف عند حد ما سمعه عن شيوخه أو قرأه في الكتب، فقد عزم على أن يستقي الشريعة من ينابيعها الصافية، وعلى العمل بجوهر الدين من دون تزمت أو تضييق، مع الحرص على التجديد من دون انتقاص لآراء العلماء، فمع أنه كان حنفي المذهب فقد كان يأخذ من المذاهب الأخرى ما يناسب العصر ويحقق المصلحة. وقد دعا إلى دراسة الفقه الإسلامي دراسة خالية من التعصب لمذهب مع عدم المساس بالأحكام المنصوص عليها في الكتاب والسنة أو المجمع عليها، وأن يُختار من الأحكام الاجتهادية ما يلائم الأزمنة والأمكنة والعرف، وأنه ينبغي تجاوز العصبية المذهبية، التي أفضت إلى عدّ المسائل الاجتهادية قضايا مقررة يحظر على العقل النظر فيها.
    تولى القضاء الشرعي في السودان ثم منصب قاضي القضاة، سنة (1908-1919). وفي أثناء زيارة ملك إنكلترا إلى السودان كان الشيخ في مقدمة مستقبليه ـ بوصفه قاضي القضاة ـ فقال له أحد رجال الحاشية مؤنِّباً: «كان عليك أن تنحني للملك»، فأجابه: «ليس في ديننا سجود لغير الله عز وجلّ». وشارك السودانيين في تظاهراتهم ضد الإنكليز، فما كان من الحكومة إلا أن أقصته من وظيفته، فخسر منصبه ليخدم وطنيته. 
    بعد رجوعه إلى القاهرة عمل مفتش مساجد في الأوقاف. وحدث أن صلّى الخديوي في مسجد فاعترض على إمامه؛ لأنه أعمى ـ وهو العلامة الدجوي ـ فأجاب الشيخ بكلام أغضب الملك: «الإمام من جماعة كبار العلماء استوفى شروط الإمامة، والعمى لا يمنع من القيام بما يُطلب منه».
    تأثر بالفكر الإصلاحي لشيخه محمد عبده، وكان قد أوصاه ليلة سفره إلى السودان بأن يكون للناس مرشداً أكثر من أن يكون قاضياً، وألا يعدل عن الإصلاح بين الناس إلى الحكم؛ لأن الأحكام سلاح يقطع العلاقات بين الأسرة، والصلح دواء تلتئم به النفوس وتُداوى به الجراح. وقال له: «العلم ما ينفعك وينفع الناس وإذا لم تنفع الناس فلست عالماً». قال الشيخ محمود شلتوت: «إن الشيخ المراغي ما خرج بروحه وعلمه وعقله وتفكيره عن أن يكون تلميذ الأستاذ الإمام محمد عبده».
    اعترض على طريقة التدريس في الأزهر وخاصة الشروح والحواشي والهوامش، وأنها تربك ذهن الطالب وتقصيه عن روح الشريعة ليخرج كالببغاء يحفظ ما يتلقاه من دون فهم معناه. وانتقد طريقة تأليف الكتب الأزهرية، وأنها معقدة لا يفيد منها إلا من مارسها وعرف اصطلاح مؤلفيها.
    كان يعتقد أن الأزهر يحتضر منذ طلبت وزارة الأوقاف ـ وهو من مفتشيها ـ خطباً منبرية فجاءها خمسمئة خطبة لم تصلح واحدة منها لأن تُلقى على المصلّين، يعتقد ذلك وهو يرى أن دار العلوم تنازع الأزهر أفضليته في تعليم اللغة العربية ومدرسة القضاء الشرعي تنازعه تدريس الشريعة.
    عُيّن شيخاً للأزهر مدة عام سنة 1928، وهو في الثامنة والأربعين من عمره وندر من تقلّد هذا المنصب في مثل هذا السن، فكان يمتلك نشاط الشباب وحكمة الشيوخ، ولما شعر بأنّ لائحته في الإصلاح لن تُقبل؛ استقال ولزم بيته. إلى أن أعيد سنة 1935 وأتيح له القيام بالإصلاحات التي يسعى إليها، فوضع أساس كليات التخصص، ككلية علوم اللغة العربية وكلية أصول الدين وكلية العلوم الشرعية، كما وضع مناهج جديدة للأزهر تلائم العصر الحاضر وتقرّب خريجيه من الحياة العملية.
    حاول النهوض بالأزهر بتثقيف خريجيه وزيادة كفايتهم العلمية وخبراتهم العلمية؛ إذ شجع البعثات الأزهرية، فأرسل نوابغ الطلاب إلى جامعات الغرب للتزود بالمعارف المعاصرة والإفادة من خبرات الآخرين، وأدخل في الأزهر تخصصات جديدة وكليات لتعليم مختلف اللغات، كاليابانية والفارسية والأُوردية لتخريج دعاة بمختلف لغات العالم.
    اعترض على من يحاول تلمّس أدلة أو البحث عن براهين من القرآن الكريم لكل ما يصدر من نظريات أو يطرح من أفكار، فالقرآن كتاب هداية لتنظيم علاقة الإنسان بربه وعلاقة الأفراد مع بعضهم، وليس كتاب فلك أو طبيعة. إضافة إلى أن تلك النظريات قابلة للتبدل والتجدد، ومن غير الحكمة ربط المعارف غير الثابتة بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
    أجمع أنصار الشيخ المراغي وخصومه أنه كان خير من تولى رئاسة الأزهر لصفات كثيرة اجتمعت له قلّما تجتمع لغيره، وكان من العلماء العارفين بأزمانهم.
    طُلب إليه ترك رئاسة الأزهر والتراجع عن بعض مواقفه مقابل أموال طائلة له ولبنيه وإخوته، فأبى وقال: «إن أولادي وإخوتي في نظري أقل من أن أبيع لهم كرامتي». ومع تقلّده مناصب مختلفة في القضاء آخرها رئاسة المحكمة الشرعية العليا، لم يأت بما يشين سمعته؛ ولم تُحصَ عليه زلّة تنال من مروءته وشرفه؛ وكانت أحكامه مثال العدل يتحدث المتحدثون بها لا يصانع في الحق ولا يداجي. كان كثير التصدق مع أنه غير موسر، ويأخذ على من يعطيه أن يكتم ما وصل إليه منه.
    كان من رأيه نجاة من لم يبلغه الإسلام من غير المسلمين؛ لأن الدعوة لم تبلغهم، وأن الإسلام لن يكتب له الظهور إن لم يُقرن بالعلم الجديد. وأنه ينبغي الأخذ بروح الإسلام من الرفق والتيسير وترك التشديد عملاً بمضمون الحديث الشريف: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تُؤتى عزائمه». وأن الشريعة جاءت لخير البشر فيجب تنقيتها مما دُس فيها.
    اعتذر عن الانتساب إلى عضوية المجمع العلمي العربي بدمشق بسبب كثرة مشاغله، وللسبب ذاته استقال من المجمع اللغوي في مصر.
    شغلته الأعمال الإدارية عن التفرغ للبحث والتأليف، فلم يخلّف مؤلفات كبيرة وما خطته يمينه أوجبته دواعي العمل. من أعماله: بحث في ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية، رسالة في تفسير سورة الحجرات وتفسير سورة الحديد وآيات من سورة الفرقان وتفسير سورتي لقمان والعصر، رسائل وبحوث في التشريع الإسلامي، كتاب «الأولياء». كما خلّف مذكرات يومية شرح فيها مواقفه مع رجال السياسة من المصريين والأجانب، إضافة إلى الدروس الدينية التي كان يلقيها في المساجد.
    توفي في الإسكندرية ودفن في القاهرة.

    المصدر :

    http://www.7yemen.com/vb/t9892-23.html

    جرجا عام 1857 م

    الشيخ علي أحمد القرعانى الجرجاوي


    الشيخ الجرجاوي

    الشيخ الجرجاوي

    ولد علي أحمد الجرجاوي في قرية القرعان إحدى قرى مركز جرجا – بمحافظة سوهاج حاليًا – في صعيد مصر في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في الكُتَّاب، ثم تلقى أوليات العلوم الدينية على عدد من علماء مدينة جرجا التي كانت تتمتع – آنذاك- بشهرة واسعة في هذه العلوم؛ نظرًا لوجود معهد ديني عتيق بها، ثم رحل إلى القاهرة طلبًا لاستكمال الدراسة وتحصيل العلم بالأزهر الشريف .
    التحق الشيخ على الجرجاوي بالأزهر الشريف , وتتلمذ على يد عدد من أبرز علمائه في ذلك الوقت، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي عند افتتاحها منتظمًا في صفوف طلابها حتى نال إجازتها العلمية, ثم اشتغل بالمحاماة أمام المحاكم الشرعية بعيدا عن الأعمال الحكومية لما لاحظه من تسلط الإنجليز على مقدرات البلاد إثر فشل الثورة العرابية، ثم أسس صحيفة الإرشاد في بداية القرن العشرين ، إلى جانب عمله بالمحاماة، ثم عمل رئيسًا لجمعية الأزهر العلمية.
    وفي عام 1906م وصلت الأنباء إلى معظم حواضر العالم الإسلامي بأن الشعب الياباني بعد انتصاره على روسيا في سبتمبر 1905؛ سيعقد مؤتمرًا كبيرا للمقارنة بين الأديان المختلفة من أجل اختيار أفضلها وأصلحها، حتى يصبح الدين الرسمي للامبراطورية، فاهتمت عدد من الصحف في أنحاء العالم الإسلامي بهذا الخبر، وكان ممن سمع به وجذب اهتمامه الشيخ علي أحمد الجرجاوي؛ فكتب في صحيفة الإرشاد يدعو شيخ الأزهر وعلماء الإسلام لتشكيل وفد للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يمكنهم من خلاله إقناع الشعب الياباني وامبراطوره بالإسلام؛ وهذا من شأنه- إذا حدث- قيام حلف إسلامي قوي يجمع اليابان وربما الصين أيضا مع السلطنة العثمانية؛ فيعود للإسلام مجده القديم، وعندما لم يجد استجابة لدعوته أعلن عزمه على السفر بنفسه لأداء هذا المهمة، وبالفعل كتب ذلك في آخر عدد من صحيفته بتاريخ 5 جماد الآخر 1324هـ/ 26 يونيو 1906م، وبدأ في إعداد نفسه للسفر، فعاد إلى بلدته القرعان في مركز جرجا، وباع خمسة أفدنة من أرضه لينفق منها على رحلته، واستقل الباخرة من ميناء الإسكندرية قاصدًا اليابان، وغاب أكثر من شهرين، وقد عاد بعد هذه الزيارة بأخبار وحقائق
    غلاف كتاب الرحلة اليابانية باللغة الأردية
    غلاف كتاب الرحلة اليابانية باللغة الأردية
    قام بنشرها في كتاب بعنوان “الرحلة اليابانية”، وصدرت طبعته الأولى سنة 1325هـ /1907م على نفقته الخاصة، ويعد من دون مبالغة من أطرف كتب الرحلات في القرن العشرين، كما أنه أول كتاب في العالم العربي يكتبه صاحبه عن اليابان التي تصاعد اهتمام العالم الإسلامي بها عقب انتصارها في حربها مع روسيا، ولكن من خلال زيارة واقعية لها .
    يذكر الجرجاوي في الكتاب أن اليابانيين بعد انتصارهم على روسيا؛ رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع عقلهم الباهر، فاقترح عليهم ميلاد
    ميلاد تارو كاتسورا
    ميلاد تارو كاتسورا
    تارو كاتسورا رئيس الوزراء إرسال خطابات إلى كل من الدولة العثمانية، وفرنسا، وانجلترا، وإيطاليا وأمريكا؛ ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين؛ ليجتمعوا في مؤتمر يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان، فأرسلت إليهم هذه الدول بمندوبين عنها؛ حيث أرسلت الدول العثمانية وفدًا إسلاميًا، في حين أرسلت بقية الدول وفودًا مسيحية من كل المذاهب المسيحية .
    بدأت أولى جلسات المؤتمر في السادس من المحرم 1324هـ / الأول من مارس 1906م, وينقل الجرجاوي إعجاب اليابانيين بالإسلام، لكن المؤتمر دون الاستقرار على دين بعينه؛ إذ إن كل مجموعة من اليابانيين استحسنت دينًا دون الاتفاق على واحد منها، وأن غالبية من حضروا المؤتمر من اليابانيين وجدوا في أنفسهم ميلاً للإسلام الذي أحسن علماؤه بيان ما فيه من قواعد ومبادئ يتفق معها العقل والمنطق.
    ويُعد الشيخ الجرجاوي أول داعية للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث، فقد أسس مع ثلاثة من الدعاة؛ صيني هو سليمان الصيني، وروسي يسمى مخلص محمود، وهندي وإسمه حسين عبدالمنعم، جمعية في طوكيو للدَّعوة الإسلاميَّة، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانيا.
    وعندما عاد الجرجاوي أصدر جريدة “الأزهر المعمور” في 8 ربيع الأول 1325هـ /20 إبريل سنة 1907 م وعمل في المحاماة أمام المحاكم الشرعية حتى وافته المنية سنة 1380هـ / 1961م.

    أحمد شحاتة الجحاوي الجرجاوي البطحاوي

    أحمد محمد شحاتة

    ( 1308 - 1392 هـ) 
    ( 1890 - 1972 م)
    سيرة الشاعر:

    أحمد بن محمد شحاتة الجرجاوي.
    كتب اسمه على بعض مؤلفاته: أحمد شحاتة الجحاوي الجرجاوي البطحاوي.
    ولد في مدينة جرجا (محافظة سوهاج - جنوبي مصر)، وتوفي فيها.
    قضى حياته في مصر.
    تلقى علومه الأولى عن والده، فحفظ القرآن الكريم والمتون والمنظومات والتجويد، وفي جرجا تلقى دروسه عن محمد بن حامد المراغي شيخ علماء المدينة، ثم قصد مدينة طنطا، فالتحق بالجامع الأحمدي الديني، فدرس علم القراءات وعلوم القرآن، ثم قصد القاهرة فالتحق بالأزهر ، ودرس النحو والصرف والأدب والفقه المالكي والتفسير، وعاد إلى جرجا فنال إجازته من عالمها المراغي.
    عمل مدرسًا في معهد جرجا الديني، وخطيبًا وإمامًا في مساجدها، ثم عمل مديرًا لجمعية رعاية المساجد والعناية بكتاب الله، كما أنشأ مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في مسجد المنزلاوي.
    كان عضوًا في جمعية رعاية المساجد، كما كان عضوًا في جمعية المحافظة على القرآن الكريم.
    نشط في نشر الثقافة الدينية بين أبناء منطقته.

    الإنتاج الشعري:
    - له مقطوعة (5 أبيات) في تهنئة فاروق ملك مصر والسودان بمناسبة العودة إلى الوطن: مجلة الصدق - العدد 239 - 1938، وله مقطوعة في رثاء الشيخ محمد سليمان: مجلة الأزهر (جـ5) - القاهرة - نوفمبر 1991، وله قصيدة (1 بيتًا) في رثاء الشيخ محمد المراغي، نشر منها تسعة أبيات في مجلة الأزهر (جـ5) - السنة الرابعة والستون - نوفمبر 1991، وله ديوان مخطوط بعنوان: «ديوان الورقة» - حققه وأعده للطبع أحمد حسن النمكي، وله مطولة (116 بيتًا) في المديح النبوي - مخطوطة، وله عدة منظومات مخطوطة في علم التجويد.

    الأعمال الأخرى:
    - له عدة مقالات نشرت في مجلة الإسلام - عدد 16 يوليو 1926 - رقم 91، وله رسالة بعنوان: «زهر الغصون في رواية قالون»، وله ثلاثة مجلدات مخطوطة بعنوان: «تعطير النواحي والأرجا بذكر من اشتهر من علماء وبعض أعيان جرجا» - محفوظ في دار الكتب المصرية.
    شعره غزير متنوع في أغراضه، ارتبط بعضه بالمناسبات، مثل تهنئته للملك فاروق في مناسبة العودة إلى أرض الوطن، ورثائه للشيخ المراغي الذي أفرد له رائية (1 بيتًا)، وله قصائد في الدعوة والإرشاد تتوخى معاني الحكمة والقول المأثور، وله شعر في التصوف، ومن شعره مطولة (116 بيتًا)، تتقدم بالنسيب والغزل ووصف ركب الحجيج ثم تخلص إلى المديح النبوي، وفضلاً عن ذلك له منظومات علمية، ومجمل شعره يتسم بجزالة اللفظ ووضوح المعنى وفصاحة البيان، وله إفادات حسنة من أساليب البديع مثل المزاوجات والمقابلات، وهو حريص على مناسبة اللفظ للمعنى، وإن ظل معجمه الشعري قديمًا ومألوفًا في صوره ومعانيه.

    مصادر الدراسة:
    1 - لقاء أجراه الباحث وائل فهمي مع أسرة المترجم له - جرجا 2004.
    2 - الدوريات: أحمد حسين النمكي: الشيخ أحمد شحاتة - مجلة الأزهر - القاهرة 1991.
      عناوين القصائد: