يعد المسجد «الصينى» من أهم وأعرق المساجد الأثرية الإسلامية بمحافظة سوهاج، حيث يرجع تاريخ المسجد المقام بمدينة جرجا، إلى العصر العثمانى وارتبط اسمه بالصينى نسبة إلى بلاطات مزخرفة «قيشانى صينى» تم جلبها من تركيا لتغطى جدار قبلة المسجد، وأجزاء كبيرة من جدرانه، وكانت هذه التغطية سائدة فى العصرين المملوكى والعثمانى.
للمسجد الصينى مكانة خاصة فى قلوب أبناء مركز جرجا، نظرا لارتباطه بكثير من الأولياء والصالحين وعلماء الدين بالمدينة، الذين قضوا معظم أوقاتهم فى العبادة بين جنباته، فضلا عن أن طراز المسجد من الداخل يشعرهم بعراقة الماضى الذى يمنحهم طاقة روحانية مطلوبة وسط حاضر صاخب.
قال الدكتور محمود الخضرجى، رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة سوهاج، إن المسجد أقامه الأمير محمد بك الفقارى من أمراء المماليك عام 1117 هجرية، وتم تجديده بعد حدوث فيضان بالمنطقة عام 1202 هجرية على يد الشيخ عبدالمنعم عبدالرحمن المكنى بأبوبكرى الخياط، ويقع المسجد فى منطقة «القيسارية» شرق مدينة جرجا، وأقيم على جزء مرتفع منها كى لا يتأثر وقتها بمياه الفيضان، وقد بنيت جدران المسجد بالطوب المحروق فيما عدا جدار المدخل الرئيسى الموجود بالجهة الشمالية، تم بناؤه بالحجر ويبلغ سمك كل جدار حوالى متر، وسقف المسجد من الخشب، ويوجد أعلى جدرانه فتحات للتهوية، وإدخال الضوء ويتميز المسجد بأن جميع أعمدته من الخشب ويتكون المسجد من الداخل من أربع أروقة تحيط بصحن مكشوف من الوسط، وسقف الأروقة على 5 صفوف من الأعمدة الخشبية وعددها 22 عمودا.
وأضاف الخضرجى: «أن ظاهرة استخدام الأعمدة الخشبية من الظواهر المميزة لمساجد الصعيد الأثرية وهى من التأثيرات التركية العثمانية التى وردت للمنطقة مع أمراء المماليك، الذين حكموا الصعيد أيام الدولة العثمانية، لافتا إلى أن المسجد به منبر خشبى قديم وبه محراب القبلة الذى ما زال يحتفظ بشكله وزخرفه وتغطيه بلاطات «القيشانى الصينى» وعلى يساره محراب آخر صغير وبه مقصورة خشبية ترتفع على أعمدة خشبية مخصصة للنساء فى نهاية المسجد.
ولفت طارق عبدالفتاح، من خبراء الآثار، إلى أن المسجد له مئذنة ترتفع لثلاثة طوابق وقد نفذت حسب الطراز المحلى للمآذن المصرية وليس وفقا لنمط المآذن التركية العثمانية، وللمسجد بابان، الباب الرئيسى من جهة شارع البحر، والباب الثانى من داخل منطقة القيسارية، ويؤدى إلى دورات المياه التى تم تحديثها مثل باقى المساجد الأثرية فى جرجا. ويؤكد الشيخ إسماعيل الصغير، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، اعتزاز المصلين من أبناء مركز جرجا بهذا المسجد، وإقبالهم عليه من كل مكان نظرا لطابعه الإسلامى، الذى يذكرهم بعبق التاريخ، لافتا إلى إقامة حلقات يومية لتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم طوال شهر رمضان.
المصدر :
جريدة اخبار مصر ( بيان صحفى ) بتاريخ 11/ 8 /2015
الرابط :
http://www.egypt-1.com/Aslamyat/7353.html
المصدر :
جريدة اخبار مصر ( بيان صحفى ) بتاريخ 11/ 8 /2015
الرابط :
http://www.egypt-1.com/Aslamyat/7353.html