تاريخ جرجا ولاية الصعيد نهديها لكل مهتم ب علم التاريخ ، اللهم انى اعوذ بك من الزيغ و الزلل , اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون , و اغفر لىّ ما لا يعلمون , و الله تعالى اعلى و اعلم سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبَحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ " و العصر * ان الانسان لفى خسر * الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " اللهم انا نسألك العفو و العافية فى الدين و الدنيا و الاخرة ، اللهم رضاك و الجنة : ابو موافى قرية بيت داود جرجا
الأحد، 20 سبتمبر 2015
قرية هو
مجرد معلومة عن قرية هو
مقال منشور بجريدة النجعاوية بعددها الصادر رقم (48)
" هو " بالضم ثم سكون بلدة أزليه قديمه ، تقع على بعد ستة كيلو مترات جنوب مدينة نجع حمادى على الشاطئ الغربى لنهر النيل ، أسمها اليونانى ديوسبوليس بارفا Diospolis Parvaومعناها طيبة الصغرى ، وايضا "ديسبوليس ميكارا" وهو ايضا يعنى طيبة الصغرى، ودياسبوليس الصغرى (Diaspolis Parfa) واسمها البربائى "هو" Hou وذكرها جوتيه فى قاموسه ان اسمها المقدس Hat Sekhem والمدنى Kenmet وأسمها فى العصرين البطلمى والرومانى كمنت ( عاصمة المقاطعة السابعة ) من مقاطعات الوجه القبلى ومعبودتها الالهة حتحور وشارتها الصاجات ، وأسمها الدينى حوت سيخمو ( اسخيم ) وهو يعنى بيت أو حصن الإله حتحور ، أو أجات سخم أى مدينة أو بيوت الصاجات ، وأسمها القبطى حات أو حوت ومنه اشتق أسمه العربى " هور " ومنه اشتق أسمه العربى " هو " وهو الذى عرفت به رسميا منذ سنة 1231هـ .
وتشير مقابر ما قبل التاريخ أن مدينة هو كانت موجودة منذ العصر الحجرى فقد عثر فى الحفائر التى أجراها عالمى الاثار بترى وكيوبيل عام 1884م فى صحراء الهو على هياكل بشرية وتماثيل واوانى فخارية وأدوات زينه ترجع إلى العصر الحجرى الحديث ، وعثر أيضا على تماثيل تمثل العبيد الأسرى ترجع إلى أوائل عصر الأسرات كما تشير مقابر ما قبل التاريخ والعصر الفرعونى ان مدينة "هو" كانت موجودة فى ذلك الوقت وانها كانت مزدهرة طوال العصر الفرعونى وحتى الدولة المتوسطة ، وفى اثناء حكم الاسرة السادسة كانت هو قاعدة للاقليم ، ثم يبدو ان قبائل النوبة قد استوطنتها بعدئذ فى اثناء حكم الاسرة السابعة عشر ، ويذكر بعض علماء الاثار مثل آرثر Arthur ,E,P. ودوريس Doresse ,j,. انه كانت توجد حصون رومانية فى جانب المدينة الذى يطل على الصحراء .
ولقد اذهرت قرية هو فى العصر اليونانى والرومانى واقيمت بها قلعة حربية ومعبد على نهر النيل ، ويظهر الان ببقايا المعبد مقصورة صغيرة مشيدة لعبادة الالهه حتحور الهة الحب والجمال والموسيقى وعليها نقوش تمثل اباطرة الرومان وهم يقدمون القرابين للالهه حتحور ، كما تحمل المقصورة اسماء اباطرة الرومان مثل بطليموس السابع وبطليموس العاشر والامبراطور ادرين .
ووصفها ارثر بانها "مدينة كبيرة فى مكان مرتفع فوق بقايا المدينة القديمة ، وتتكون البقايا من تلال من مبانى اللبن المتهدمة والاوعية الفخارية المحطمة وبقايا المدن ، وبها ترى بقايا المعابد المشيدة من الحجارة الرملية بين هذه البقايا بالقرب من السوق وعلى ضفة النهر ترى اطلال سور الميناء " .
وقد كانت هو من أيام الفتح العربى لمصر وحتى أيام الدولة الفاطمية قاعدة كوره من ثمانين كوره يتكون منها القطر المصرى ، وذكرها ابن خردزابة فى المسالك والممالك بان "كورة هو " احدى كور صعيد مصر، وذكرها ابوالعباس اليعقوبى بانها مدينة قديمة كان بها أربع كور: كورة هو، وكورة دندرة من غربي النيل، وكورة فاو، وكورة قنا من الجانب الشرقي وانها قد خربت وقلت عمارتها لكثرة من يخرج إليها فى الناحية من الأعراب والخارجين وقطاع الطريق وانتقل الناس عنها إلى ما هو أعمر منها .
وفى العصر المملوكى البحرى تم مسح القطر المصرى فى عهد السلطان حسام الدين لاجين المنصورى وهو ما عرف بالروك الحسامى سنة 697هـ /1298م وفيه قسم القطر المصرى الى اربعة وعشرون قيراطا ، كانت إحداهما كورة هو والكوم الاحمر من اعمال ولاية قوص القوصية (قوص)، وكانت أراضيها ضمن الخاصة السلطانية ، ثم فك الناصر محمد بن قلاوون سنة 715هـ / 1315م زمام القطر المصرى وهو ما عرف بالروك الناصرى واصبحت فيه مدينة هو كورة تضم عشرون قرية تتبع اقليم قوص وهى بذلك تعد اكبر كور الصعيد وكانت أراضيها ايضا ضمن الخاصة السلطانية ، وفى عام 806 هـ شرقت مصر بقصور النيل وتفشى مرض الطاعون بمدينة هو فقضى ذلك الوباء بها على ما يزيد عن خمسة عشر الف انسان .
وفى العصر العثمانى تغير اسم الكورة الى مقاطعة واسم اقليم الى ولاية واصبحت هو هى المقاطعة الثانية عشرة باسم مقاطعة هو وبهجورة وتوابعهما من اصل احدى وعشرين مقاطعة كانت تتكون منها ولاية جرجا .
ولقد ذكرت مدينة هو فى كثير من كتب الرحالة والحجاج فقد ذكرها ابن بطوطة فى أثناء رحلته لحج بيت الله الحرام قائلا " سافرت من أخميم إلى مدينة هو وهى مدينة كبيرة بساحل النيل نزلت منها بمدرسة تقي الدين ابن السراج ورأيتهم يقرئون بها في كل يوم بعد صلاة الصبح حزبا من القرآن، ثم يقرئون أوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي وحزب البحر، وبهذه المدينة السيد الشريف أبومحمد عبدالله الحسنى من كبار الصالحين، كرامة له دخلت إلى هذا الشريف متبركا برؤيته والسلام عليه ، فسألني عن قصدي، فأخبرته أني أريد البيت الحرام على طريق جدة فقال لي لا يحصل لك هذا في هذا الوقت، فارجع وإنما تحج أول حجة على الدرب الشامي فانصرفت عنه ، ولم أعمل على كلامه ومضيت في طريقي حتى وصلت إلى عيذاب فلم يتمكن لي السفر، فعدت راجعا إلى مصر ثم إلى الشام وكان طريقي في أول حجاتي على الدرب الشامي، حسبما أخبرنى الشريف نفع الله به .
وذكرها على مبارك بان مدينة هو واقعة على كيمان البلدة القديمة وان بها مسجدان قديمان تقام فيها صلاة الجمعة غير الزوايا وبينها وبين البحر الأعظم جسر كبير للمحافظة على مياه خليج الرنان ، وبالجبل ضريح سيدى الأمير ضرار وبجواره بناء يشبه القصر كان قد بناه الدفتردار.
إعداد / محمود عبدالوهاب مدنى السيد الدومى
المصدر
https://www.facebook.com/Alsawma/posts/652296288160242:0#
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)